هذه الصفحة هي مساحة مفتوحة للتواصل المباشر مع المفكر والمؤلف حمدي بن حمزة الصريصري الجهني، والتي تم إنشاءها لتصحيح المفاهيم والأفكار التي يتم تداولها حول قوم يأجوج ومأجوج، وشخصية ذي القرنين، ومكان الردم الذي بناه ذو القرنين، وتفاصيل رحلته إلى مغرب ومطلع الشمس، وبلاد بين السدين، والإجابة على كافة الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بذلك، من خلال الأدلة والبراهين والمواقع الجغرافية.
للتواصل المباشر مع المؤلف
أهم الأسئلة والأجوبة
– إيمان ذي القرنين ووثنية الإسكندر ..
– اختلاف الأهداف والوسائل ..
– اختلاف النطاق الجغرافي لمسيرتهما ..
– بناء الردم ..
– دور ذي القرنين في صنع التاريخ الصيني القديم ..
دعونا نتتبع ونتمعن في بعض الأحداث:
1. عندما قتل موسى رجلًا إثر مناصرته لأحد الضعفاء جاءه رجل من أقصى المدينة كما ذكر في القرآن الكريم وقال له إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين، ولا يقول مثل ذلك القول إلا شخص يعلم ما يدور داخل البيت الحاكم من أمور ودسائس.
2. عندما دعا موسى فرعون لعبادة الله وحده، صور لنا القرآن ذلك المشهد بمثابة مناظرة بين موسى من ناحية وفرعون وملئه من ناحية والرجل المؤمن من ناحية أخرى.
آيات من سورة غافر: وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأرض فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30)
ويستمر سرد الآيات حيث تأخذ فرعون العزة بالإثم ويأمر هامان أن يبني له صرحًا لعله يبلغ الأسباب أسباب السماوات فيطلع على إله موسى، وهنا يتدخل الرجل المؤمن مرة أخرى وبقوة حيث يعنّف أباه فرعون وقومه حيث يقول:
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)
ولو أننا تفكرنا فيما قاله الرجل المؤمن لوجدنا أنه كان قولًا قويًا وصريحًا ومباشرًا وجريئًا
لعقم تفكير فرعون وهامان وقارون، وصحة ورشد موسى من ناحية أخرى، ولكن الملفت للنظر في ذلك المشهد هو أن الرجل المؤمن كان هو المستحوذ الأكبر على الحديث وتوجيه النصح والإرشاد واللوم والتعنيف، وكان أقرب ما يكون إلى دعوات الرسل ومنهجهم، ومن الملفت للانتباه أيضًا وبصورة أكبر هو أن فرعون وبطانته لم يتخذوا موقفًا اعتراضيًا أو مقاومًا بصورة صريحة من دعوة وآراء الرجل المؤمن بالرغم مما حملته من نصح بليغ ووعيد شديد والغريب أيضًا أن ردود فرعون وبطانته للرجل المؤمن لم تكن تحمل أي نوع من الغضب أو التهديد أو الزجر
فماذا يعني ذلك؟ إن ذلك يعني وبصورة جلية أن ذلك الرجل المؤمن كان ذو مكانة خاصة لدى فرعون، مكانة جعلته يتحاشى صده أو معاقبته أو زجره أمام الملأ، وهذا يفسر عدم تجرأ هامان وقارون على التحريض بقتله أو شتمه خشيةً من فرعون .. لماذا؟؟؟ لأن ذلك الرجل في الحقيقة هو ابن ذلك الفرعون أي (أمنحوتب الرابع) ابن (أمنحوتب الثالث) أي هو ( أخناتون).
3. من خلال الدراسات التاريخية الكثيرة والدقيقة للتاريخ المصري القديم لم تشر كل تلك المصادر إلى شخصية مؤمنة من آل فرعون ويؤمن بالإله الواحد غير (أخناتون) .
4. عدم العثور على رفات أخناتون ونفرتيتي في مصر، مما يلفت الانتباه أيضًا هو أنه لم يوجد أثر لرفات أخناتون وزوجته وكبار رجالات البلاط الملكي وأن مقابرهم التي شيّدت خصيصًا لدفنهم وجدت خالية من أي موتى، حيث يؤكد هذا الاكتشاف ويؤيد ما سبق افتراضه أن أخناتون هو ذو القرنين الذي هاجر من مصر وطاف الأرض واستقر في نهاية المطاف في الصين حيث توفي هناك.
1. كانت عبادة الأوثان والكواكب هي العقيدة السائدة في مصر منذ الأسرة الأولى حتى الأسرة الخامسة حيث ظهر ما يعرف بمذهب الشمس والذي أحدث تأثيرًا كبيرًا في العقيدة المصرية وكان من آثارها تثبيت الإله (رع) والذي يعني (الشمس) جرى اعتباره الإله الأعلى للدولة، وكان هذا هو الوضع السائد عندما تبوأ (أخناتون) سدة الحكم في البلاد، وقد ثار أخناتون على هذا الوضع وقاوم كل التيارات المنحرفة وطال الكهنة والناس بعبادة رب الشمس وليس الشمس نفسها وهذا ثابت تاريخيًا وموثق في التاريخ المصري القديم وهو أهم القرائن على فرضية أن أخناتون هو ذو القرنين، ويجب هنا الإشارة إلى وجوب النظر إلى جميع الأدلة التي سيتم سردها بشكل إجمالي وكامل مع بعضها لأنها مكملة لبعضها البعض.
2. دليل قرآني على إيمان ورسالة أخناتون وهو ما تم ذكره سابقًا عن الرجل المؤمن من آل فرعون في سورة غافر الآيات من ٤١ حتى ٤٥
3. نشأة موسى وأخناتون في بيت واحد، حيث تم الذكر سابقًا تاريخ ولادة موسى عليه السلام وأنه عاصر والد أخناتون وتشير المصادر التاريخية الموثقة إلى تولي أخناتون الحكم بعد وفاة والده وأن موسى عاش زمنًا بعد وفاة فرعون، وبحكم طبيعة العلاقة التي لابد أنها تكونت بين موسى وأخناتون في مراحل الشباب فإن من المتوقع أن يكون لموسى تأثيرًا كبيرًا على فكر وسلامة عقيدة أخناتون.
4. التطابق في أسلوب البناء بين صرح هامان وفرعون وردم يأجوج ومأجوج، حيث إننا لو تأملنا الآية ٣٨ من سورة القصص:
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
الصرح لغة (البناء الغالي) ويهمنا هنا إلقاء الضوء على الكلمات الثلاث (الصرح – فأوقد -الطين)، فهذه الكلمات توضح المواصفات الأساسية للصرح الذي أمر فرعون هامان بتشييده فهو بناء عالٍ مبني من الطين واسُتخدم في بنائه أسلوب فني يستند على استخدام وقود معين لحرق الطين، ولو قارنا مواصفات هذا المشروع مع مواصفات الردم الذي بناه ذو القرنين
لوجدنا تشابهًا كبيرًا في التقنية الأساسية للبناء مع إضافة عنصر مادة الحديد في بناء الردم . . ولو تأملنا الآيات الكريمات (٩٥-٩٦) من سورة الكهف:
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)
وللإحاطة فإن القِطر هنا هو الطين وليس النحاس حسبما توصل إليه المؤلف فنلاحظ هنا أن ذو القرنين طبق نفس التقنية والأساليب الهندسية التي لم تكن معروفة في تلك العصور إلا في مصر.
5. السفن المستخدمة في رحلة ذي القرنين
لو تفكرنا في صعوبة وخطورة رحلة ذي القرنين التي أبحرت فيها سفنه محيطات واسعة ولمسافات تجاوزت عشرات الألوف من الكيلومترات إلى مغرب الشمس ثم إلى مطلع الشمس ثم إلى الصين .. لو تفكرنا في هذه الحقائق فإننا سنصل إلى اقتناع بأن مثل هذه الرحلات لا يمكن القيام بها إلا باستخدام سفن متينة ومتقنة وقوية ولم تكن تلك النوعية متاحة في ذلك العصر إلا في مصر، وقد ثبت للمؤلف من المراجع والمشاهدة الشخصية للآثار في البلاد التي زارها ومن خلال النقوش الموجودة إلى وجود صور ونقوش لسفن على الطراز المصري في بلاد مغرب الشمس ومطلع الشمس التي سنأتي على ذكرها لاحقًا.
بعد غرق فرعون وجنوده في اليم كما نعرف من قصة موسى، تولى أخناتون عرش مصر، وحاول توطيد حكمه ودعوته للتوحيد ولكنه واجه مقاومة شديدة من الكهنة وبعض رموز الحكم السابق، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تمثلت في تعرض بعض الولايات التابعة لمصر لتهديدات خارجية مثل بلاد الشام التي تعرضت لغزو الحيثيين الذين استغلوا ضعف مصر بعد غرق فرعون ومعظم جنوده، ولم يستطع أخناتون بعث أي قوة هناك لأن أغلب جيش مصر غرق مع فرعون، بل أنه أصبح هو وأسرته معرضين لتآمر الكهنة وأتباعهم، ومن ثم اضطر للهجرة من مدينة (طيبة) عاصمة الملك إلى (تل العمارنة) حيث بنى مدينته المقدسة هناك، وبقي في حكم مصر حوالي ١٨ عامًا.
وبعد أن تفاقمت قوة الكهنة وأتباعهم اضطر إلى الهجرة من مصر سرًا هو وزوجته (نفرتيتي) وأولادهم ومجموعة من أتباعه على سفن مصرية عبر البحر الأحمر، حيث وصل إلى مغرب الشمس ومطلع الشمس وبلاد ما بين السدين، والجدير بالذكر هنا أنه لم يعثر على رفاته وزوجته في مصر، بل وتشير كثير من المصادر والآثار إلى وجود آثاره في الصين كما سيتبين لنا لاحقًا.
اختلف الباحثون والمؤرخون في الأسباب فمنهم من أثبت أن المصريين القدماء اتخذوا القرنين رمزًا لهم، وهناك من قال أنه كان يطلق شعره على شكل ظفيرتين، وهناك من قال أنه بسبب استخدامه لرسم القرنين على أعلامه وسفنه التي أبحر بها في رحلته المشهورة، أو لعله بسبب بلوغه قرني الأرض أي مشرقها ومغربها…
انطلق أخناتون أو ذو القرنين من مصر على سفن فرعونية عبر البحر الأحمر فمضيق عدن
وصولًا إلى بحر العرب ثم المحيط الهندي حتى الوصول إلى خط الاستواء حيث موقع (مغرب الشمس) التي سنعرفها بعد قليل، ثم مضى في الإبحار شرقًا من المحيط الهندي وبمحاذاة خط الاستواء حتى الوصول إلى المحيط الهادي والاستمرار في عبور هذا المحيط حتى بلوغ ( مطلع الشمس) في وسط المحيط الهادي حيث سنتعرف عليها فيما بعد، ثم العودة غربًا عبر نفس المحيط حتى بلوغ بحر الصين ومنه للبر الصيني (بلاد بين السدين) حيث تبدأ قصة يأجوج ومأجوج والردم وما تلى بناءه من أحداث وأنباء.
وبشيء من التفكير فإننا نجد أن هذا التوجه لم يأت عشوائيًا أو نتيجة الصدف، بل لابد أنه كان نتيجة لإلهام رباني أو نتيجة وجود قوى إيمانية تفاعلت في نفس أخناتون، بالإضافة إلى التقدم في علوم الفلك الذي برع فيه المصريون القدماء، كل هذه العوامل كانت هي الأساس الذي بدأ به ذو القرنين رحلته التاريخية.
ومن الجوانب الملفتة للانتباه والعجب أن القرآن الكريم حدد اتجاه ومسار رحلة ذي القرنين بصورة تتطابق تمامًا مع التسلسل الفعلي للمواقع الجغرافية ومع تكامل وحدة الموقع الجغرافي لهذه الأماكن، حيث بين القرآن أن ذا القرنين انطلق من مكان ما على الأرض متجها نحو مغرب الشمس أولًا وليس مطلع الشمس ثم اتجه نحو مطلع الشمس ثم نحو بلاد ما بين السدين.
تشير البحوث المستفيضة في الجغرافيا والفلك أن الأرض كروية الشكل، لذا فإن سطحها لايكتسب حرارة الشمس بصورة متساوية خلال دورانها حول الشمس، فالجزء القريب من خط الاستواء تكون الشمس عمودية عليه، ومن ثم فإن حرارتها تكون أقوى من أي مكان آخر على سطح الأرض، كانت هذه الحقيقة الجغرافية هي الأساس الذي انطلق منه المؤلف في البحث عن مغرب الشمس والعين الحمئة، فعلى أثر ذلك زار سيريلانكا، ولكنه لم يتوصل لاقتناع كامل بأنها هي مغرب الشمس، ومع إجراء المزيد من البحث والقراءة وقع الكاتب على كتاب قيّم باللغة الإنجليزية وهو كتاب يبحث في شتى مكونات ( Book of planet earth )
وعناصر الأرض بما في ذلك المحيطات، ومن المعلومات المثيرة في هذا الكتاب:
1. على خط الاستواء تغرب الشمس وتشرق في نفس التوقيت على مدى الأزمان دون تغيير.
2. التيارات البحرية في المحيط تنقسم إلى قسمين:
أ – *تيارات بالقرب من خط الاستواء تتجه نحو الغرب مدفوعة بالرياح التجارية وهي الرياح التي تهب باطراد نحو خط الاستواء.
ب*- تيارات المحيط الأقرب إلى القطبين تندفع عائدة نحو الشرق بفعل الرياح التي تهب من الغرب.
3. نتيجة حركة التيارات البحرية المتعاكسة ينشأ ما يسمى (الحلقات الحلزونية) أو ما يطلق عليها (برك المياه الحامية).
إن هذه العوامل تتركز في مكان بعينه على الكرة الأرضية وهو (جزر المالديف)، حيث توجد التيارات البحرية والحلقات الحلزونية الحامية التي تلتهب مثل (العيون الحمئة الحمراء) مع غروب الشمس، بالإضافة إلى ظاهرة كونية اكتشفها المؤلف بعد زيارته لجزر المالديف بأنها تكونت نتيجة ثورات بركانية، وأن شكل تلك الجزر اتخذ شكلًا حلقيًا أو دائريًا شبيهًا بفوهات البراكين، ولعلها في زمن ذي القرنين كانت نشطة ورأى الشمس تغرب في فوهات تلك البراهين، بالإضافة إلى هذه البراهين فإن كثيرًا من الآثار والدراسات لعلم الأجناس أثبتت أن وجود بقايا لسفن مصنوعة من القصب في جزر المالديف تمامًا مثل تلك التي كانت تستخدم في مصر، وأيضًا تم اكتشاف شواهد تدل على أن جزر المالديف قد تمت زيارتها أو لعلها سكنت منذ ٤٠٠٠ عام من قبل قوم يعبدون الشمس أو جعلوا الشمس مرجعيتهم الوحيدة، علاوة على ذلك وجدت حجارة منحوتًا عليها رموزًا شمسية مشابهة لتلك الرموز الشمسية الخاصة بفراعنة مصر.
الخلاصة التي يمكن تلخيصها هنا هي أن بلاد مغرب الشمس هي جزر المالديف، وأن العين الحمئة ما هي إلا الحلقات الحلزونية أو البرك الحامية في المحيط أو فوهات البراكين الثائرة في زمن ذي القرنين، حيث أن كل المؤشرات والدلائل تؤكد ذلك.
يقول الله تعالى في سورة الكهف الآيات (٩٠-٩١) وذلك في بيانه لرحلة ذي القرنين نحو مطلع الشمس: حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)
بداية لابد من النظر إلى بعض الظواهر والحقائق الكونية الثابتة ثم نتابع بعد ذلك مسيرتنا مع ذي القرنين في طوافه حول الأرض.
1. تعريف طلوع الشمس وغروب الشمس
طلوع الشمس: هو اللحظة التي يظهر فيها المحيط العلوي لقرص الشمس فوق أفق مستوى سطح البحر.
غروب الشمس: هو اللحظة التي يختفي عنده المحيط العلوي لقرص الشمس تحت مستوى الأفق.
2. انتظام زمن طلوع الشمس وغروبها عند خط الاستواء
من الحقائق والشواهد العلمية الثابتة هو أن الشمس تطلع في نفس الوقت تقريبًا على المناطق القريبة أو المحاذية لخط الاستواء، كما أن الشمس تغرب في نفس الوقت تقريبًا في كل مساء في هذه المناطق، وهذا النظام الإلهي يجعل طول الليل والنهار متساويين تمامًا.
3. الشمس تطلع وتغرب ولكنها لا تشرق
لو أمعنا النظر والفكر في الآيات القرآنية التي ذكرت وبينت هذه الظواهر لوجدنا أن القرآن الكريم قد ميّز بينها بصورة واضحة وجلية، فالله تعالى ذكر (مطلع الشمس) مرة واحدة فقط في القرآن الكريم، وهذا يعني ان هذا المكان مكان واحد ومعرف ومحدد، أما بالنسبة لظاهرة طلوع الشمس فإن القرآن قد ذكر هذه الظاهرة في عدة آيات كقوله تعالى:
(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ) الكهف: ١٧
(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا) الكهف: ٩٠
(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) سورة ق: ٣٩
لكن القرآن الكريم لم يذكر مطلقًا تعبير شروق الشمس أو مشرق الشمس، بل كان تعبير طلوع الشمس ومطلع الشمس هو القاعدة، أما تعبير الشروق والمشرق والمشارق فإنها جميعًا تتعلق وتتصل بالأرض وحركتها ونظامها، قال تعالى:
(وَأَشْرَقَتِ الأرض بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) الزمر: ٦٩
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ …) الأعراف: ١٣٧
إذًا فالشروق صفة تتعلق بالأرض ولا تتعلق بالشمس، فالشمس تطلع ولا تشرق وهذا ما اكتشفه علم الفلك الحديث ويؤكد عليه.
بعدما غادر ذو القرنين بلاد مطلع الشمس في جزر المحيط الهادي عاد أدراجه نحو الغرب في اتجاه الصين عابرًا المحيط الهادي حتى الوصول إلى البحر الأصفر الذي تقع عليه الصين، ومن هناك كما نعتقد دخل بلاد الصين، ولعله توجه مباشرة إلى منطقة (بين السدين) الواقعة كما تشير الكثير من الدلالات والمؤشرات في الجزء الأوسط من الصين والأقرب إلى الصين الشمالية بمنطقة ( Henan ) (خنان) فيما يعرف اليوم (بمنغوليا الداخلية وسيبيريا وكوريا) وبالتحديد في مدينة (جنج جو)، ومما يجدر ذكره هنا أن من كان يحكم الصين في ذلك الوقت حوالي ١٣٣٠ ق. م هو الملك (شانغ) من أسرة شانغ.
بعد إجراء الكثير من البحوث والقراءات والاستطلاعات والزيارات الميدانية لكثير من مناطق الصين المختلفة، أمكن اكتشاف حدث تاريخي جاء ذكره في عدة كتب عن تاريخ الصين القديم يشير إلى أن أول (حائط صيني) كما يسمونه الصينيون والغربيون قد بني في عهد أحد ملوك أسرة (شانغ) (Shangdynasty) وأن ذلك الحائط كان في حقيقته ردم (Rampart)، في – وليس حائطا أو سدًا، وأن ذلك الحدث وقع في الفترة الواقعة بين (١١٥٠-١٣٠٠)ق.م، في مدينة (جنج جو ) ( Zhengzhou ) في منطقة (خنان) (Henan) وسط الصين، والذي تؤكد الآثار وكتب التاريخ بأن بقاياه لا تزال قائمة في هذه المدينة، وقد تمكن الكاتب من رؤيته رأي العين.