معلومات إضافية
المؤلف | حمدي بن حمزة الصريصري الجهني |
---|---|
ISBN | 9786030256143 |
تاريخ النشر | 2018 |
48,30 ر.س
في عام 1951م وصف جون فوستر دلالس (الذي أصبح وزيراً للخارجية في عهد الرئيس أيزنهاور في الولايات المتحدة الأمريكية) اليابان الجديدة بأن لديها فرصة عظيمة للسيطرة على قارة آسيا عن طريق ما أسماه -بالسلوك والمثل- واليوم وبعد ما يقرب من الأربعين سنة من ذلك / الحديث أصبح التفوق الياباني حقيقة واقعة على المستوى الدولي وليس على مستوى قارة آسيا فقط، وأخذت منها الدول مواقف متباينة، فالبعض يتهمها بالتآمر على اقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة، ويسعى البعض ضدها لتحجيم نجاحها والحد من سيطرتها، ووقف آخرون منها موقف التلميذ الذكي الذي يحاول محاكاتها في نهجها وسياستها، ولكن هؤلاء جميعهم لم يكن في وسعهم سوى الإعجاب والإندهاش مما حققته هذه الدولة خلال حقبة زمنية قياسية.
لقد أصبحت اليابان ثاني قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير المؤشرات إلى أنها ستحتل المركز الأول في بحر العشرين سنة القادمة إذا ما استمر معدل التوسع في الإنتاج على معدله الحالي، ومما يزيد الصورة بريقاً وإبهاراً هو أن التفوق لم يقتصر على الإنتاج الصناعي بل يكاد يكون ملازماً لكل المجالات الاقتصادية والتعليمية والإدارية والتقنية والتجارية، ففي مجال التنمية الاقتصادية ابتدعت اليابان سياسات وأساليب قلبت الموازين والمفاهيم السائدة فانتشلتها من هوة الهزيمة والفقر إلى القوة والازدهار، وفي مجال الصادرات أصبحت فارس الحلبة الذي لا يقاوم بفضل ما اتبعته من أساليب وسياسات، وفي مجال تراكم الثروات ورأس المال أصبحت اليابان من أقوى وأغنى دول العالم، وفي مجال الشركات المتعددة الجنسيات العملاقة تبرز الشركات اليابانية في مقدمة الصفوف التي أخذت تشترى المصانع والمزارع والعقارات في خارج اليابان، وأخذت تبني المصانع وتدرب العمال وتنقب عن المعادن والبترول خارج اليابان أيضاً، وفي مجال الأسواق المالية والبنوك أصبحت اليابان ثاني سوق مالية في العالم، وفي مجال السياسة التعليمية أصبحت التجربة اليابانية نموذجاً تنهل منه الدول المتقدمة وتسعى إلى اقتباسها، أما في مجال الإدارة فقد أصبح نمط الإدارة اليابانية مدرسة يتعلم منها عمالقة الإدارة في الولايات المتحدة وأوروبا الصناعية وأخذت اليابان تصدر أساليبها الإدارية مثلما تصدر أجهزة التلفزيون والسيارات، وفي مجال التقنية التقليدية والمتقدمة أصبحت اليابان من أقوى المنافسين، وفوق هذا كله استطاعت اليابان أن تذهل العالم على ما يتمتع به شعبها من مقدرة عالية على التكيف في مواجهة الأزمات والخروج منها أكثر قوة وأمضى عزيمة.
هذا البلد الذي خرج من الحرب العالمية الثانية مهزوماً محطماً تتملكه قوى اليأس والقنوط، ودمرت كل ركائزه الأساسية وجرد من كل مقوماته العسكرية ولم يكن يمتلك ابسط المقومات المادية…، كيف استطاع تحقيق هذه الإنجازات الخارقة؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عليه في هذا الكتاب.
المؤلف | حمدي بن حمزة الصريصري الجهني |
---|---|
ISBN | 9786030256143 |
تاريخ النشر | 2018 |